السياحة فى مصر تختنق بل تُغتال بالبطىء وتسحب كل أسطوانات الأكسجين من غرفة العناية المركزة لكى تنتقل من مرحلة الموت الإكلينيكى إلى مرحلة الدفن الشرعى فى مقابر الصدقة، وكأنه لا تكفينا التيارات التى تريد هدم التماثيل والمعابد أو على الأقل تشميعها بالشمع وتأديب السياح وتعليمهم الأدب على شواطئنا الميمونة!!، كأنه لايكفينا ذلك فتتدخل الحكومة بقوانين جائرة وتصرفات حمقاء للإجهاز على السياحة وسرعة تكفينها، وإلا فليفسر أحد لى هذا التصرف الذى حكاه الأستاذ أحمد إبراهيم فايد مدير شركة نفتيس للسياحة، تقول الرسالة:

أكتب إلى سيادتكم لكى تساعدونا على إيجاد أماكن لعملائنا على طائرات مصر للطيران إلى الأقصر وأسوان بأسعار تتناسب مع الظروف الحالية، نحن شركة سياحة مصرية تدعى نفتيس للسياحة قمنا بعمل تسويق سياحى خارجى والحمد لله قمنا بالتعاقد على مجموعات سياحية إلى مصر فى ظل هذه الظروف الصعبة.

وفى ظل عدم وجود سياحة خارجية كثيفة إلى مصر فى هذه الفترة بسبب الأحداث فى مصر أقنعنا عملاءنا قى الخارج بعدم إلغاء أى حجوزات سياحية قادمة إلى مصر، وبسب ثقة عملائنا فينا تم عدم الإلغاء وسوف يحضرون إلى مصر فى شهر نوفمبر القادم إن شاء الله.

حاولنا حجز أماكن لهذه المجموعات على مصر للطيران للأقصر فى شهر نوفمبر ٢٠١١ ولكن صدمنا بعدم وجود أماكن وأن جميع الطائرات تم تقليصها إلى أحجام صغيرة لعدم وجود مسافرين، مما يعنى عدم وجود أماكن فارغة،ب وإذا وجدنا هذه الأماكن نجدها على أعلى مستوى سعرى وهو ١٥٠٠جنيه مصرى، ما يعادل ٢٥٠ دولاراً فى حين أن شركات الطيران الأخرى المختلفة تعمل خصومات كبيرة فى ظل عدم السفر إلى الشرق الأوسط، بسبب الأحداث فى الوطن العربى والمنطقة كلها، ولكن بسبب احتكار مصر للطيران الداخلى وبسبب النظام المعمول به الآن للحجز فى مصر لا يوجد أمام الشركات الصغيرة إلا الشراء بتذاكر غالية جداً، وجميع التذاكر الرخيصة يتم حجزها عن طريق الشركات السياحية الكبيرة منذ مدة طويلة، وبالتالى لا يوجد أمام الشركات الصغيرة إلا أن تشترى هذه التذاكر بهذه الأسعار الخيالية فى هذا الوقت العصيب، وإذا قمنا بعمل ذلك فسوف نخسر أموالاً كثيرة.

هل يعقل أن طيران الإمارات يبيع تذكرة إلى دبى بـ٨٠٠ جنيه، وأن أشترى تذكرة إلى الأقصر بـ١٥٠٠ جنيه فى هذا التوقيت؟ ماذا تفعل مصر للطيران لمساعدة ومساندة ودعم شركات السياحة المصرية فى هذا الوقت العصيب؟، ماذا نفعل نحن شركات السياحة الصغيرة إذا كانت مصر للطيران تستخدم نظام حجز عقيماً يساعد الشركات الكبيرة فى حجز الأماكن بمستويات سعرية متدنية على طائراتها، وبذلك يزيد الغنى غنى ولا يسمح لوجود صف ثان من شركات السياحة الكبيرة، ويساعد على احتكار سوق السياحة المصرية لشركات كبيرة معينة بذاتها.

نحن نتمنى من السادة المسؤولين أن يساعدونا على إيجاد أماكن على مصر للطيران بأسعار تشجيعية وليس بهذه الأسعار الخيالية الحالية.